الأحد، 30 ديسمبر 2007

التنهيدة الأخيرة


تنهد تنهيدة طويلة .. من يدرى فقد اقربت التنهيدة الأخيرة ..

نفض اعقاب سجارته فى المطفئة ..

ونظر الى النقطة او الرشفة الاخيرة من السيجارة متحسرا ..

وسط غيمة من الدخان ، وفى الظلام الدامس .. اخرج دفتره الذى قد بلى من الزمن ..

واخرج قلمه الذى حوى اخر قطرة من الحبر ..

وبدأ يكتب ...

لم يدر كيف يبدأ موضوعه .. او بأى عنوان يكتبه .. ولكنه امسك القلم وقال :

الى اخى القادم ..

انا 2007 ...

نعم انا تلك السنة .. البائسة ؟؟ ربما ..

اخذ يبحث فى عقله عن كلمات مناسبة ..

وليته وجد ..

اخذ يتطلع الى تلك الصور المعلقة على الحائط .. ويستعيد ذكرياته ..

ذكريات أيامنا ..

أكمل .. :

طرت الى مدن كثيرة .. بل لم يكن هناك بيت لم ادخله ..

ولكنى نسبت الابتسام !!

لا تتعجب اخى القادم ..

ولكن هذا حدث فعلا ..

فى مصر وحدها تعلمت البكاء ... والبكاء بحرقة .. تعلمت الحزن ...

كححح كححح كححح ... توقف دقيقة لينفث دخان سجائره .. وسعل ..

ثم اكمل :

صدقا اخى .. نسيته ..

اسوأ ما حدث لى عندما رأيت ذلك الطفل الذى اغرورقت عيناه من الدموع عندما عجز اباه عن شراء الطعام له لارتفاع الأسعار بشكل جنونى ..


واه من الدمعة التى ترقرت من عينى عندما رأيت اباه وهو الرجل قد دارى وجهه خلف سور من الأسوار ... يبكى ، لعجزه عن شراء طعام لأسرته ..


وظللت انتحب عندما رأيت طفلا بعمر الزهور .. يموت حرقا فى قسم للشرطة ... وانا عاجز عن مجرد اطفائه .. بل وقفت متفرجا من بعيد .. كل عملى انن ى كنت اراقب صرخاته .. وتوسلاته ..


تمزق قلبى عندما رأيت طفلا يعانق اباه بنظرات من وراء السور فى العيد .. لأن أباه قال كلمة حق ..ولم يوافق على الذل أو الظلم أوالفساد ...


اه .. اسف لأنى أطلت الحديث عن مصر ..

طرت الى دولة اخرى .. دولة فلسطين :

تألمت عندما رأيت الاشقاء وقد حملوا الأسلحة وحاربوا بعضهم البعض .. كنت اصرخ مع تلك المرأة التى اصيب ابنها وسط النزاع ..

كنت ابكى مع ذلك الرجل الذى فقد ابنته اثناء الحرب .. لا أدرى رأيت الرصاص من كل مكان وقد اخترق جسدي ..


طرت بسرعة الى دولة اخرى .. دولة الصومال ..

لا يمكننى وصف حزن غمرنى حين رأيت الطفل يموت امام أمه م الجوع .. وأمه لا تملك له من الأمر شيئا .. كانت تبكى بجنون ..

لا أدرى حتى انها فكرت فى قطع جزء من جسدها لتطعم طفلها ... بكيت و بكيت ..


طرت مسرعا الى لبنان ..

شعرت برجفة شديدة عندما سمعت صوت ذلك الانفجار المرعب .. كل ما استطيع قوله انه مرعب ..

ثم مشيت فى جنازة الميت ... ورأيت دموع المعزين والتى كانت دموع تصرخ من الارهاب ....


طرت الى صورة اخرى ... تبدو حديثة ..

اه باكستان .. اغتيال بى نظير بوتو .. كنت معها رأيتها وهى تتكلم بلا خوف ... لم أتفق معها فى ما قالته ... ولكنها قالت ..

ثم فوجئت بها وقد فارقت الحياة اثر رصاصة الغدر ... رسالة الموت ...


كنت هناك ... سمعت أنينا ... سمعت صراخا .. سمعت نحيبا ....

سمعت وسمعت وسمعت ....

أمسك بقلمه وأخذ يهزه بعصبية لأن الحبر بدأ ينفذ والكتابة بدأت تضعف ...

وضع سيجارته من يده ... ونظر بحزن ... نظر باشفاق .. تمن لو انه لم يولد قط ....

اخذ يبكى !!! يبكى ؟؟

نعم يبكى ..


وطار بعيدا فى رحلته الأخيرة ...


ونظر الى منزل ليرى طفل يحتفل بعيد ميلاده فهرول اليه وتأمل ضحكاته ... وأخذ ينطفئ بطيئا مع الشمعة وهو يراقب تلك الضحكات وكأنها أسعد ما حدث له فى حياته ... خفت ضوء الشمعة وتنهد العام تنهيدته الأخيرة ... وبكل هدوء أعلن انسحابه بعيدا بلا رجعة مع ذلك الضوء ..... آملا أن تنتهى هذه المأساة ...
أخى القادم .. كلما مر عليك ليل .. انصت جيدا .. عللك تسمع النداء .. نداء العام المنكسر ....



الأحد، 23 ديسمبر 2007

اكتب ......... واكتب ........... واكتب

اعتدت على الا يمر يوم دون ان اكتب
ليس لشيء معين اليوم
ولكنى اكتب لمجرد الكتابة
اكتب للتعبير عن غضب اعتمرنى عندما علمت بمقتل ذاك المجاهد
اكتب للتعبير عن ذلك الحنين الذى شعرت به عندما سمعت ذاك الصوت
اكتب للتعبير عن الحنق الذى شعرت به حين علمت ذاك الموضوع
اكتب للتعبير عن اليأس الذى تملكنى عندما فكرت بتلك الفكرة
اكتب للتعبير عن ضياع شعرت به حين فتحت ذاك الكتاب
اكتب للتعبير عن موت مشاعرى عندما رأيت ذلك المشهد ولم تدمع عينى
اكتب للتعبير عن ذاك الرضا الذى غمرنى حين ساعدت هذا الشخص
اكتب للتعبير عن فرح غمرنى عندما نزل هذا الضيف
اكتب للتعبير عن المرارة التى شعرت بها عند الخيانة
وتظل مدونتى ..
حافظة كبيرة لمشاعرى ..
القى مشاعرى فيها
ويظل الكيبورد امامى
واظل
اكتب
ربما لمجرد الكتابة

الخميس، 13 ديسمبر 2007

يااااااااه .. حتى همما !!







المشهد الأول :ـ



الخروف ابن ..... بيجرى ..



اطلع هاته بسرعة ..انت مربطتهوش يا ....؟؟؟

جبته يا باشا ..

طيب احدفه مع الباقى وفتح اوى ..





المشهد الثانى :

ايه ده ؟؟

ده بدأوا يحسسونى انى بشر ..


بيعاملونا زيي البشر المصريين بالظبط ..










يا عم اسكت ما تتنمرش .. كده كده مدبوح ..





بس لحد ما ادبح انا حيوان ولييا حقوقى ..


احنا ما ينفعش نسكت على الوضع ده ..



لازم ناخد موقف




وانت شايف ايه ؟؟








اجتماع لكل الخرفان والمعيز النهاردة ..




على العصر ..


انشر ..

المشهد الرابع :


ـاحنا اتجمعنا عشان حقوقنا ..
معادش ينفع نسكت ابدا ..
الكل بصوت واحد اختلط بين : ماااااء و عممممم


يعنى موافقة ..



والحل فى الاضراب مش هناكل لحد ما كل حقوقنا بالكامل تتحقق ...

المشهد الخامس :
الجزار وقد اتسع فاه من الدهشة :
هما ولاد .... مش بياكلوا لييه ؟؟

الصبي :تلاقيهم مرضانين يا بيه ..

الراجل : يالهوى ....


فلوسي ... مرضانين !!!

الخروف فى نظرة ساخرة : حقوقنا من الوقتى .. هاهاها ..

الراجل .. :خلاص الحل الوحيد ندبحهم كلهم قبل ما يموتوا ...






الخراف فى هياج ... :مووووو ... مااااااااء ..

الراجل : سكرات الموت ..

السكينة بسرعة يااااد ..
وذبحهم واحتفظ بلحومهم فى ثلاجته الضخمة ..
وقال : فوووو ..

اهو الحمد لله الموضوع انتهى ومش خسرانين اوى ..



ولكن كما يقول المثل .. الحيطان لها آذان ..

وفى اليوم التالى ... فى الصفحة الرئيسية للجريدة :

مواطن يذبح بهائمه بعد ان اكتشف مرضهم ..
واسفله بخط اوضح :
منظمات حقوق الحيوان تستنكر ..

وتقرر شطب مصر من اللجنة ان لم تتخذ موقفا ..
وخط اوضح واوضح :

الحكومة المصرية تقبض على الجزار صاحب الفعلة الشنيعة .. وتقرر احالته لمحكمة عسكرية .. مواجها حكما بالمؤبد او الاعدام ..

وفى الصفة الاخيرة بخط صغير لا يرى للعينين :
اغتصاب مواطن فى اقسام امن الدولة .. والنيابة تقرر ان الظابط استخدم الاساليب المناسبة تماما للموقف .. مراعيا مصلحة مصر ..


وفى الصفحة الاوسط فى الجريدة .. بخط لم اراه الا بنظارة جدى التى تكبر ملييوون مرة .. مقتل طفل فى قسم شرطة حرقا والنيابة بعد
التحقيق تقرر انه مجرد حادثة انتحار .. ...................................................................................................................................كلمتين عايز اقولكم حاجتين
..الأولى :



كل سنة وانتوا طيبين .. واحشينى كلكوا ..
ياسين وعيياش وسعد وعبد الرحمن وكلكواا ..
وياريت تشدوا حيلكوا فى المذاكرة عشان امتحاناتكم ربنا يوفقكوا
التانية :

انا عندى دوور برد ..
متضايق اوى ... لأ طبعا مش ده التانى ..
يا رييت تدعولى جاامد اوى .. عشان مذاكرتى والله .. مشكورين ..

الاثنين، 10 ديسمبر 2007

1+1=3!!

النهااردة كان يوم عادى خالص ..
لحد ما امى ربنا يكرمها قالتلى ان انا اروح اشوى السمك .. ربما كانت هذه اول مرة لى ولكننى تأكدت من أخذ العنوان الصحيح وذهبت ..
اول ما وصلت هناك لقيت مكان على تسميتنا بنسميه خرابة او بالأصح مقلب زبالة ..
عرفت ان ده العنوان الغلط .. فرحت سألت .. : يا جماعة فى حد قريب من هنا بيشوى سمك ؟؟
بوجوه متجهمة اشاروا الى تلك الخرابة .. ومضوا في سبيلهم ..
قررت ان ابادر بخطوة شجاعة ودخلت .. ولا استطيع ان اصف لك صدمتى ..
مكان حوله الناس الى مقلب للقمامة وامرأه بسن امى تجلس فى البرد القارس بملابس اكلها الدهر واتى عليها .. تجلس امام كومة من الخشب..
الدخان فى كل مكان .. الرائحة كافية ان تقضى على صدرك فهى كالسجائر بل اشد ..
وهى منهمكة فى العمل ..
مشيت اليها بخطوات مصدومة واعطيتها السمك وطلبت منها ان تشويه لها .. اخذته وابتسمت لى ابتسامة ظهرت فيها اسنانها الصفراء التى سقط معظمها .. وبدأت تشوى ..
اخذت افكر ..
لماذا ؟؟
ابه اللى اجبر ست بعمر امى وممكن اكبر تعد الاعدة ده وتتبهدل البهدلة ده .. !!
سألتها : يا حاجة الدخان مش بيتعبك ؟
ردت علييا : ربنا بيستر امال ناكل عيشنا منين ..يعنى نشحت ؟؟
قولتلها يا حاجة : بس صحتك الله يسترك ..
قالتلى : وولادى اولى منى بحتة الصحة اللى فاضلة ..
قولتلها والحكومة ؟؟ المفروض بتساعد .. اى حاجة ..
ضحكت بصوت عالى وقالتى الحكومة ؟؟ الحكومة بتاخد منى 300 جنيه فى الشهر ضرايب !!
الحكومة كل ما اتأخر عن الدفع ييجوا يكسروا الحتة ويضربونى ويخرجونى .. لحد ما ييجى واحد من ولاد الحلال يدفع ليهم ..

سكت ..
ربما اسكتتنى الصدمة .. ربما اسكتنى الحزن ..
ولكننى فقط سكت ..
انتهت من الشوي .. اديتها حقها وزايد عليه اتنين تلاتة جنيه .. بجد اعدت تدعيلى ولا دعوة سعد بن ابى الوقاص ..
استلمت منها السمك ... ومشيت ..
واعدت افكر .. لييه ؟؟
ليه الراجل بتاع الدولة يبقى معاه مليارات ودول مش عارفين ياكلوا ؟؟
ليه الراجل اللى غرق اهلى فى العبارة يهرب برة بفلوسه وماحدش عارف يجيبه ؟؟
ليه بنوك مدينتى اللى اجدادنا تعبوا عشان يكونوها بتتباع برخص التراب ؟؟
لييه احسن الاراضي فى بلدى بتتوزع على رجال الاعمال وكل واحد يبيعها بمزاجه ولحسايه ؟؟
اى قاعدة فى العالم بتمشي كده ؟؟
اى قانون فى العالم بيوافق على كده؟؟
دول كده كسروا كل قوانين الدنيا ..
وانا كده اظن ان احنا بلد كسروا فيها كل القواعد والقوانين ..
مش واحدة بس .. الموضوع اكبر بكتيير ..
الراجل اللى واقف فى فرن العيش .. الراجل اللى بيكنس الشارع وما بيمدش ايده لحد ولا لحرام .. الست اللى بتعد بالسبع ساعات واقفة فى نص الطريق بتبيع فجل او بقدونس .. الناس اللى لحد الوقتى مايعرفوش يعنى ايه ميية نضيفة او حتى يعنى ايه كهربا !!!
بعد كل ده من حقى انا كمان ان انا اكسر قوانين الرياضة واقول ان 1+1=3
من حقى افضل اتكلم وماسكتش حتى ولو كسرونى وبهدلونى ...
ده حقى ..
ومفيش تنازل ..

الأحد، 9 ديسمبر 2007

اخييرااااااااااااااا ..

اخيرا ..
عملت مدونة ..
بعد اما صاحبى وحبيبى عبد الرحمن عيياش قنعنى ان انا لا زم اعمل مدونة .. عملت مدونة
الحقيقة ان انا فضلت افكر كتيير فى الاسم ..
أخذت افكر .. وهرشت فى راسي .. دورت ... طلعت فكرة .. وقررت اسميه :
جبت آخرى !
ليه الاسم ؟
لأن فعلا انا جبت آخرى ..
جبت آخرى من الظلم ..
جبت آخرى من السكوت ..
جبت آخرى من القمع ..
يبقى حرام لو فضلت ساكت
جبت آخرى من ناس شايفة الشمس شمس ويقولوا عليها قمر..
من ناس شايفة الابيض وبيقولوا ده اسود ..
فكان من حقى الشرعى ان انا اجيب آخرى ..
وربنا يستر ما انفجرش ..