السبت، 28 يونيو 2008

عن الفتنة الطائفية ..


كنت قاعد فى يوم مع أستاذى واللى فجأة تذكر حاجة ، وانقلبت معالم وجهه من الهدوء الى الجدية ونظر لى بحزم وقال لى : انظر الى هذا الفيديو وأعطانى تليفونه المحمول ..

بدأ الكليب ، كان عبارة عن واحدة ست بتتعذب جامد أوى وناس بيضربوها بقسوة وفى النهاية أحضروا حجرا كبيرا وألقوه على وجهها مرتين حتى تهشم ..

أبعدت الموبايل من يدى بسرعة واعطيته اياه فمثل هذه الفيديوهات تصعب على مشاهدتها .. ثم سألته من هذه ؟

قال لى بجدية انها مسلمة أسلمت وهؤلاء مسيحيون يضربونها ..
ثم طلب منى موبايلى حتى يرسلها الى وطلب منى أن أنشرها لكل الوسط المحيط بى حتى يعلموا ذلك الخطر المحدق بالاسلام والمسلمين!!

نظرت اليه بتعجب وقلت : لكنها كفيلة بعمل فتنة ..
قال : وهو المطلوب !!

رفضت وأخبرته بأدب لأنه أكبر منى سنا أننى لا أستطيع المشاركة فى مثل هذا العمل لأن المسيحيين اخواننا وجيراننا ويجب حسن معاملتهم ..

امتعض استاذى وفال لى : لا أدرى ما الذى حدث لمبادئك اليوم يا محمد .. وكان لقاؤنا انتهى فانصرف وعقلى فى حيرة وتعجب ..


أخذت أفكر كثيرا .. لماذا هذا العداء الشديد بيننا وبينهم .. لماذا نعترض على بناء كنيسة فى حيينا ، كما نقوم بتكسيره وضرب العمال ومعاملتهم أسوأ المعاملة ؟؟ لماذا نضع حدودا وهمية للعلاقات بيننا وبينهم .. لمصلحة من هذا الكلام .؟

كما يقول الأستاذ عمرو الشوبكى فقد تحول الصراع بيننا من صراع دينى بقيم دينية الى صراخ دينى يخلو من القيم حتى الانسانية

فمثلا عندما يلاحظ سائق التاكسي ركوب مسيحى معه ، يقوم بتشغيل شريط لأحد شيوخ لسلفية وقد علا صوته وهو يتحدث عن الاسلام او الذنوب أو حتى الصلاة .. وقد يكون هذا السائق لا يصلى ولكنه باحراج المسيحى يكون قد انتصر لاسلامه . .

ومثل ذلك الكثير فى الميكروباصات والتى تشغل هذه الشرائط مع عدم مراعاة وجود مسيحيين لهم مشاعرهم و معتقداتهم واحاسيسهم ..
فما الضرر لو شغل هذا السائق شريطا عن المخدرات ؟ شريطا عن المسامحة ؟ شريطا عن التعايش ؟؟

وعندما يعود المسيحيي لبيته بعد يوم مشحون ينمو عنده الاحساس بضخامة هذه الفجوة بينه وبين المسلمين ويشعر بأنهم أعداؤه وواجب عليه ان يحتاط ، وبالتالى تتسع الفجوة بشكل كبيير بيننا وبينهم ..

أرى أن معظم مشاكلنا معهم هى مشاكل فى عدم التواصل أو التعصب الدينى الذى لا يمت لاسلامنا بصلة ، فقد امرنا القرآن الكريم ألا نجبر أحدا على الدخول فى ديانة معينة قال تعالى (لا اكراه فى الدين ) كما قال (لكم دينكم ولى دين )

يجب أن نكون أذكى من أن يتلاعب شخص بنا ، فكل هذه الفتن تصب فى مصلحة الدولة ، فننشغل بها عما تفعله الدولة بنا من فقر وجوع وتخلف تعليمى ... الخ ونقوم بالتحطيم والتكسير مفرغين شحنة الغضب التى فى داخلنا فى بعضنا البعض ..

أرى أن حدود تعاملاتنا مع بعضنا البعض تشبه ثلاث دوائر الدائرة الاولى وهى دائرة المكان وهى داءرة صغيرة ، أما الثانية فهى دائرة الدين وهى دائرة أكبر اتساعا بكثير والدائرة الثالثة وهى دائرة الانسانية وهى الأكثر اتساعا ، يجب أن نتعامل معهم على أنهم بشر وليسوا مسيحيين ، يجب أن نتعامل معهم على أنهم أشخاص لهم مشاعر و أحاسيس .. يحبون ويكرهون .. يفرحون ويحزنون .. وليسوا مجرد رجل يسمى جورج أو مايكل ..
ليسوا هم أعداءنا .. أعداؤنا هم الفقر والظلم .. أعداؤنا هم اليهود الاسرائيليين الذين يغتصبون أرضنا ويقتلوا اطفالنا..
أما المسيحيين ليسوا أعداءنا .. هم اخواننا وأصدقاؤنا ..
لايجوز أن تغضب عندما يقوموا بعمليات التبشير .. انها حرية دينية وحسابهم مع الله وليس معى أو معك ..
فقد شرع الله أن يختار المرء الديانة التى يريدها ولكن بعد ان وضح له الدين الصحيح دين الاسلام .. فمن أنت حتى تخالف الله وتمنعهم من هذه الحرية ..
اذا كان الصراع بيننا قائم ، فلابد أن يكون صراع بقيم دينية .. قيمنا الدينية التى تنص على المسامحة والتى تنص على الحرية والتى تنص على التعايش .. لتعرف يا من تنفخ سموم الفتنة انك مذنب امام الله ..
ليحاول كل منا أن يأخذ خطوة مبادرة .. لماذا لا يتصل كل مسلم بشخص واحد مسيحى يهنئه بأحد أعياده ؟ لتذهب الى صديقك المسيحى وتخبره أنه ليس مجرد يوسف أو مايكل أو مينا .. انه صديقك ...

الأربعاء، 25 يونيو 2008

لكل غياب رجعة ..


أنا أخيرا والحمد لله خلصت امتحانات ..
كانت فترة صعبة جدا بالنسبة لييا، مكنتش فاضي أدون أو حتى أفتح المايل ..

تتداخل الأفكار فى رأسي .. أرغب فى الكتابة عن ملايين الأشياء ..
أرغب فى الكتابة عن الفتنة الطائفية .. أرغب فى التعليق على كلام أحمد عز عن نفسه فى المصرى اليوم..
أرغب فى الحديث عن العملية التى أجريتها .. وعن فترة الامتحانات ..

ولكن فعلا أرى أن رأسي يحتاج للنوقف عن التفكير لفترة ..
حتى وأنا بكتب السطور ده بفكر فى الكيميا والحديد والعضوية ..

خلااااااص خلاااااااااااص

المهم أنا خلصت ..

وهبدأ أدون بانتظام على طوول