يأتون مع سكون الليل ..
يمشون ويتبعهم صمتهم المخيف ..
متوحشين بالفطرة ..
منزوعى الرحمة ..
قمة القبح من الداخل ..
قلب أسود ..
أصوات أبواب السيارة تغلق ..
يسيرون وأقدامهم تدبدب ..
خبط عنيف على الباب ..
افتح الباب .. افتح
احنا ........
أمن الدولة .. ..
وبصبر منقطع ..هذا ان كان صبرا فى الأساس .. يكسرون الباب ..
يعلو صريخ الأطفال المرتعبين .. الذين أيقظهم صوت العواء .. صوت الوحش ..
يجرون ليختبئوا خلف أبيهم ..
يمسك بالأب أحد العساكر ويسجبه من ذراعه بشدة .. وأعين أطفاله تصرخ بكل اللغات , تستنجد ولكن لا ملبى ..
يبدأ التفتيش .. يدخل الظابط غرفة الأولاد يبحث عن أى شيئ يدين به الرجل
تتكسر تحت أرجلهم لعب الأطفال ..
يعلو صوت الدعاء عليهم .. ولكن لا مبالاة فهم لم يعد لهم الا رب عملهم فقط .. ليس غير .. لا يخشون الله .. بل يخشون صريخ ذلك الرجل الأصلع طويل القامة ..
يبدأون بجمع الأوراق التى يرونها هامة ..
تمتد أيديهم القذرة .. لتطول المال فى البيت .. يأخذون الكمبيوتر المحمول .. يأخذون الذهب .. وكل ما خف حمله وغلا ثمنه ..
ثم يأتى وقت الرحيل ..
يرحلون والدموع فى أعين الأطفال .. يودعون حب حياتهم .. والدعاء من والدته : اللهم أهلك الظالمين .. اللهم أهلك الظالمين ..
يركب الوالد فى السيارة (الجيب العسكرية ) وينظر منها ويمد يده باشارة النصر ..
تبتعد السيارة .. ويفترق الأحبة ..
ويذهبوا الى القسم .. ويراجعوا الأدلة . . .
حتى رأوا دليلا فرح الضابط به .. ووضعه فى قسم الأدلة الهامة ..
وابتسم فى نفسه وقال : أخيرا وجدنا الدليل الدامغ على جرمه
مجرد ورقة ..
لابن الرجل ..
مرسوم عليه علم بثلاثة ألوان ونسر .. وطفل يحمل العلم .. وخط عرييض .. أنا بحب مصر .. أنا بحب مصر ..
القصة مهداة الى كل المعتقلين ..
عمو ضياء .. عمو حسن .. والمهندس خيرت .. وكل الناس اللى ورا القضبان ..
بتدندن أغنية النصر .. وبـتأكد .. لازم ييجى وقت يغلب صوتنا صوت العواء .. لازم
لازم لازم ..
بابا حبيبى انت صح وهم وحشين .. ربنا ينصرك .. (يوسف )(سنة واحدة)
هناك 5 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
لا تحزن يا اخى ان النصر قريب ان شاء الله
وكما قال الله تعالى
يريدوا ليطفئوا نور الله
هذا هو حال امن الدولة صعب عليهم اوى انهم يلاقوا رجل محترم ولا اسرة ملتزمة ومنورة بنور رضا ربنا عليهم
حسبى الله ونعم الوكيل فى كل من يشارك فى هذا الغدر والعواء
ولكن الارض لله جميعا يورثهالمن يشاء من عبادة الصالحين
ربنا يثبت اخواننا وابائنا داخل المعتقلات ويرجعون الى اهليهم وزاويهم قريبا باذن الله
جزاك الله خيرا كثيرا وثبت قلبك على دينة
من
توتا المسلمة
لا امن ولا دولة ، ويقولون متى هو
مش عارف اعلق اقول ايه
بس ربنا على المفترى
تحياتى
إنما يقضون هذه الحياة الدنيا
جميلة.. بل رائعة أخي الكريم
أحسنت وجعلتني أعيش مع، تشبيهاتك وإسقاطاتك أكثر من رائعة
إرسال تعليق