الأحد، 20 يناير 2008

كلماتى الأولى ..


أول كلمات سمعتها فى حياتى ..
لازلت أتذكرها الى الأن ..
رغم انها تشكل ضبابا بالنسبة الى ..

الا اننى استطيع رؤيتها ..
عندما فتحت عيناى على تلك الدنيا سمعت أول كلمة فى حياتى ربما أستطيع القول بأنها أول كلمة رددتها فى حياتى ..
سمعت صوت حزين يرد بابا .. بابا .. بابا فى طرة .. بابا حلو .. بابا فى المزرعة ..

سرعان ما تتلاشي الكلمة من عقلى .. أجرى وراءها ولكنها تهرب ..

سمعت بعد ذلك صوت يقول لى همسا ..
ماما .. ماما .. ماما حزينة جدا عشان بابا عمل اضراب .. ماما أحسن واحدة فى الكون ..

احك رأسي لأتذكر الكلمة الثالثة .. ماذا كانت ؟؟ اه نعم كانت ... حرية ..

امسكنى شخص أكبر منى عرفت فيما بعد انه أخى الكبير .. وربت على كتفى وأخذ يقول الحرية لنا .. الحرية للجميع ..
ونظر الى وقال : هياخدوا منك كل حاجة الا الحرية .. أوعى ياخدوها منك ..

أتذكر تلك الكلمات الان .. فهى مرشدي كالتائه فى صحراء الغربة ..

أتذكر كلمة حب ... لم تكن كلمة ربما كانت شعورا .. عندما اختبأت فى حضن امى .. ذلك الحصن الكبيير .. أحببتها جدا ..

سمعت بعد ذلك كلمة .. خبز .. اه نعم خبز .. سمعت صوتا مضطربا وهو يفصح عن عدم استطاعته ان يشترى خبزا وذلك للزحام الرهيب

تذكرت كلمة أخرى ارتبطت عندى بالحزن .. وهى الأسعار .. الأسعار نار .. الأسعار نار .. حتى ظننت انه اسم شخص ما ...

أعود الى واقعى وحاضرى .. فأخفى وجهى بين أذرعى ربما هربا من خوف يلاحقنى ..أو انتظار للمجهول ..

تذكرت كلمة .. كانت قول عمو قول عمو .. ربما كانت من أحسن أيام حياتى .. كنت أفرح معه جدا .. كان يلاعبنى .. كان يطيرنى كطائرة ..

واندثرت تلك الذكرى .. كالتراب تذروه الرياح .. رياح الظلم .. رياح القمع .. ريا ح القسوة ..

بعد كده سمعت كلمة أخوك .. أخوك .. أخوك لابد ان يذهب من البيت اليوم لأن الأمن فى كل مكان ..

سمعت كلمة الدعاء .. الدعاء لكا المسجونين ظلما بدون وجه حق .. بدون ذنب ..

سمعت كلمة خالة وعلمت أنها تعنى أخت أمى .. نفس الشعور الذى يغمرنى معها .. نفس الاحساس . ..

سمعت كلمة ديموقراطية ... ربما استغرقت وقتا مهولا فى محاولة لنطق تلك الكلمة .. ولكن عندما فعلت .. علمت انها كالهواء .. بدونها لا معنى لحياتك

وهكذا كبرت لتتشكل أول جملة عندى ..
أول كلماتى التى عرفتها وشكلت منها موضوع تعبيرى الأول ..
شكلت منها ذخيرتى ..
شكلت منها زادى ..
مرادى ..

عايزين حرية عشان بابا واخويا يطلعوا .. وهنعمل عشان كده اضراب .. عشان عمو يفتخر بيا .. والأسعار والعيش يتوفروا لايد الكل ..




انا عايش فى مصر .. واسمي يوسف ...





قصة حقيقية ..


الثلاثاء، 15 يناير 2008

الراحة .. بصراحة ..




متى أرتاح ؟؟

أرتاح عندما أعود الى البيت بعد يوم طويل من العمل وآخذ حماما دافئا ثم أبدأ برشف قطرات من الشاي ثم أستغرق فى النوم ..

أرتاح عندما أرى يد أمى وهى تتحسس خدى وتسألنى ان كنت أريد شيئا قبل النوم ..

أرتاح عندما أستقبل تلك المكالمة أو أسمع ذلك الصوت ..

أرتاح عندما أرى بسمة من فاه أخى الصغير لحلوى أعطيتها له ..

أرتاح عندما أسمع دعاء من سيدة مسكينة اعطيتها بضع الجنيهات ..

أرتاح عندما أذهب الى ربى وألجأ اليه وأشكو اليه .. وأطلب منه .. وأسأله ..

أرتاح عندما أرى ذلك الوجه المشرق وجه أبى الذى يملأ بيتنا ضياء ..

أرتاح عندما أجلس على جهازى وتداعب أناملى لوحة المفاتيح فى محاولة لكتابة مشاعرى ..

أرتاح عندما أسمع موسيقى وخاصة موسيقى yanni >>

أرتاح عندما أصالح صديق لى بعد طول خصام ..

أرتاح فى نهاية الأسبوع .. وخاصة فى الاجازة ..

أرتاح عندما تكذب ظنونى وشكوكى بشخص ما ..

أرتاح عندما أشم رائحة الزهور فى أى نادى من النوادى ..

أرتاح عندما تلمس يدى شعر ذلك اليتيم وأرى ابتسامته العريضة ..

أرتاح حين أعرف أن صديقا لى فى هذ الوقت سعيد ..

أرتاح .. وأرتاح ..

فقط ..

لمجرد الراحة

ان بت مرتاحا فقد بت ملكا .. وان ذقت طعم الراحة لعرفت معنى الحياة ..